تابع جديد المدونة عبر:

الاثنين، 28 يناير 2013

فهل هذا إله ؟



نريد جوابه ممن وعاه
اذا مات الاله بصنع قوم
اماتوه فما هذا الاله؟
وهل ارضاه ما نالوه منه؟
فبشراهم اذا نالوا رضاه
وان سخط الذي فعلوه فيه
فقوتهم اذا اوهت قواه
وهل بقي الوجود بلا اله
سميع يستجيب لمن دعاه؟
وهل خلت الطباق السبع لما
ثوى تحت التراب وقد علاه؟
وهل خلت العوالم من اله
يدبرها وقد سمرت يداه
وكيف تخلت الأملاك عنه
بنصرهم وقد سمعوا بكاه؟
وكيف اطاقت الخشبات حمل الاله
الحق شد على قفاه
وكيف دنا الحديد اليه حتى
يخالطه ويلحق اذاه؟
وكيف تمكنت ايدي عداه
وطالت حيث قد صفعوا قفاه؟
وهل عاد المسيح الى الحياة
ام المحيي له رب سواه
ويا عجبا لقبر ضم ربا
واعجب منه بطن قد حواه
اقام هناك تسعا من شهور
لدى الظلمات من حيض غذاه
وشق الفرج مولودا صغيرا
ضعيفا فاتحا للثدي فاه
وياكل ثم يشرب ثم يأتي
بلازم ذاك هل هذا اله؟
تعالى الله عن افك النصارى
سيسأل كلهم عما افتراه
اعباد الصليب لأي معنى
يعظم او يقبح من رماه
وهل تقضي العقول بغير كسر
واحراق له ولمن بغاه
اذا ركب الاله عليه كرها
وقد شدت لتسمير يداه
فذاك المركب الملعون حقا
فدسه لا تبسه اذ تراه
يهان عليه رب الخلق طرا
وتعبده؟ فأنك من عداه
فان عظمته من اجل ان قد
حوى رب العباد وقد علاه
وقد فقد الصليب فان رأينا
له شكلا تذكرنا سناه
فهلا للقبور سجدت طرا
لضم القبر ربك في حشاه؟
فيا عبد المسيح افق فهذا

بدايته وهذا منتهاه

الأحد، 20 يناير 2013

من الشاعر الكبير عبدالرحمن العشماوى إلى الرئيس مرسى




أذِنْ أَذَانَكَ للصَّلاةِ مُكَبَّرا
وارْفَع لِمِصرَ بها الـمَقامَ الأكْبَرا
أذَّنْ وأنتَ رئيسُ دولتِهِ الَّتي
ستَظَلُّ بالإِسْلامِ شامخةَ الذُّرا
أذِّنْ وكَبِّر للصَّلاةِ فمِصْرُنا
ترنُو بمُقلَتِها إلى أُمِّ القُرى
أذَّنْتَ يا مُرسي أذانَ بِلالِنا
فرَسَمْتَ للرُّؤسَاء درْباً نَيِّرا
كبَّرْتَ تدعُو للصَّلاةِ و منْ دَعَا
للهِ أصْبحَ راشِداً مُسْتبصِرا
اللهُ أكبَرُ للصَّلاةِ رفَعْتَها
فنَثَرْتَ مِسْكاً في الحُضُورِ وعنْبَرا
اللهُ أكبرُ من أكَابِرِ من طَغَى
وبَغَى وأسْرفَ في الهَوَى وتَجَبَّرا
اللهُ أكبرُ من جُيوشِ طُغاتِهِم
مهْما رآهَا النَّاسُ أعظم مظْهَرا
أذَّنْتَ يا مُرسي أذَانَ بِلالِنا
فَجَعلْتَ ميدانَ السِّياسَةِ أخْضرا
اثْبُتْ على ما أنتَ فيهِ ولا تَحِدْ
من حَادَ عن دَرْبِ اليَقِينِ تَعَثَّرا


الجمعة، 18 يناير 2013

طريقان لزوال إسرائيل : طريق كيسنجر وست عشرة وكالة استخبارات امريكية وطريق الشرعية الفلسطينية


بقلم : د. أنيس مصطفى القاسم



أولا: طريق كسنجر والوكالات الاستخبارية الامريكية:  

1 ـ نبدأ بهذا الطريق لأنه امريكي محض في تحليله، ولكنه، في رأيي، لن يتحقق إذا أدخل رد الفعل العربي عاملا من عوامل المعادلة التي تحكمه. في هذا الطريق يتفق كسنجر، وهو من هو، مع استنتاج ورد في تقرير لست عشرة وكالة من وكالات الاستخبارات الامريكية من أن منطقة الشرق الاوسط ستكون خالية من شيء اسمه اسرائيل بحلول عام 2022، أي بعد عشر سنوات. ذلك ما صرح به لصحيفة نيويورك بوست الامريكية بتاريخ 30 أغسطس الماضي. ووجه الاستغراب أساسا هو إجماع هذه الوكالات الستة عشر على ما وصلت اليه بشأن اسرائيل، وهي وكالات ميزانيتها السنوية تبلغ سبعين بليون دولار فقط لا غير، وأنها أعدت تقريرها بناء على تكليف من وكالة الاستخبارات المركزية (ال سي. آي. إيه).. هذا التقرير الذي يقع في اثنتين وثمانين صفحة استعرض الاسباب التي أوصلت واضعيه الى ما توصلوا اليه، ولكن يبدو أنه قد غاب عنه عنصر واحد، وهو دور المقاومة الفلسطينية في ذلك كله. كما يبدو أنه افترض أن ردود فعل الانظمة العربية والاسلامية للمواقف الاسرائيلية تخضع لنفس المعايير المنطقية التي تحكم ردود فعلٍ متوقعة من النظم التي تحرص على مصالحها، ونخشى أن يفقد جميع من شاركوا في وضع التقرير وظائفهم عندما يطلع رؤساؤهم على الحقيقة. التقرير ما زال مشروع تقرير قُدم للرئيس اوباما الذي لم يقره بعد، ولذا فإنه لم ينشر حتى كتابة هذا المقال ليصبح في متناول الجميع. غير أن أمره انفضح حيث أن الرئيس، وفقا للاجراءات المتبعة، قام بتوزيعه على عدد محدود من كبار رجال الكونغرس. والكونغرس، كما هو معروف، يخضع للاحتلال الاسرائيلي. فوصل التقرير لاسرائيل وأنصارها، فثارت ثائرتهم. وهكذا عرف أمره، وبدأت الاقلام تتناوله بقدر ما عَلِمَتْ عن مضمونه. ونحن في هذا المقال نعتمد غلى ما عثرنا عليه عند البحث عنه في الشبكة العنكبوتية، والتي كان من بين أوفاها بحث للدكتور كفين باريت Kevin Barrett . ويحمل التقرير اسم "الاعداد لشرقِ أوسط من بعد اسرائيل"(Preparing for a post-Israel Middle East ) وللقارئ ان يطلع على ما كتب عنه ونُقِلَ منه في الشبكة العنكبوتية تحت هذا الاسم. وهذا ما فعلناه للتعريف به، حيث أن تقريرا يتفق عليه هذا العدد من وكالات الاستخبارات الامريكية يجدر بنا أن نحاول التعرف عليه قدر ما تسمح به الظروف. 

النتيجة والاسباب

2 ـ النتيجة التي توصل لها التقرير هي "أن المصلحة الامريكية الوطنية تتعارض تعارضا جذريا مع اسرائيل الصهيونية" وأن "اسرائيل هي في الوقت الحاضر أكبر تهديد للمصالح الامريكية الوطنية لأنها بطبيعتها وأفعالها تحول دون وجود علاقات عادية بين الولايات المتحدة والاقطار العربية والاسلامية، ولدرجة متنامية، بين الولايات المتحدة والمجتمع الدولي الاكبر". وأول ما تجب ملاحظته هو أن النتيجة التي نقلناها فيما تقدم تحدثت عن اسرائيل "الصهيونية" وليس عن اسرائيل على اطلاقها، وهذا يعني أن النتيجة التي توصل اليها قد لا تتحقق اذا تخلت اسرائيل عن العقيدة الصهيونية التي تسيطر عليها. ولذا واستنادا الى هذا المنطق يكون الزوال المتوقع مرهونا باستمرار اسرائيل ملتزمة بعقيدة الصهيونية، وهذا هو المتوقع.

3 ـ التقربر لم يحصر الآثار السيئة لِ "طبيعة اسرائيل وأفعالها" في العلاقة الامريكية الاسرائيلية مع الاقطار العربية والاسلامية وانما أشار أيضا الى أن ذلك يحول، لدرجة متنامية، دون وجود علاقات عادية بين الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. أمريكا تجد نفسها بشكل متنام في عزلة في المجتمع الدولي، خاصة في مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة، والوكالات الاممية المتخصصة بسبب ارتهانها بالمواقف الاسرائيلية التي تتعارض والقانون الدولي و/ أو القيم والمبادئ التي تدعي الولايات المتحدة أنها حريصة على التمسك بها ونشرها. وإذن القلق الامريكي له جانبان: المصالح الامريكية في العالمين العربي والاسلامي والحرج المتنامي في المجتمع الدولي.

4 ـ والاسباب التي يوردها التقرير هي:

أولا- هناك سبعمائة الف مستوطن غير شرعي معتدون على ارض ليست لهم سرقت في العام 1967، ويتفق العالم كله على أنها تخص فلسطين لا اسرائيل. الا أن المستوطنين لن يحملوا امتعتهم ويغادروها بسلام. وحيث ان العالم لن يعترف ابدا باستمرار وجودهم على هذه الارض المسروقة، فإن اسرائيل يصبح وضعها كما كان وضع جنوبي افريقيا في أواخر عام 1980. أي أن اسرائيل ستنهار كما انهارت جنوبي افريقيا.

ثانيا- الإئتلاف الليكودي المتطرف الذي يحكم اسرائيل يغمض عينيه ويدعم بشكل متزايد العنف المفرط والهمجية من جانب المستوطنين غير الشرعيين. هذا بالاضافة الى البنية التحتية العنصرية، بما في ذلك جدار الفصل العنصري ونظام الحواجز ونقاط التفتيش المتنامي في وحشيته، وهي أمور لا يمكن الدفاع عنها أو الابقاء عليها وتتناقض مع القيم الامريكية.

ثالثا- ويقول التقرير إن اسرائيل لن تتمكن من الصمود أمام ثقل الربيع العربي واليقظة الاسلامية القادمَيْنِ والداعِمَيْن لفلسطين، ونهضة الجمهورية الايرانية كذلك. ويقول التقرير في هذا الخصوص، حسبما أورده المعلقون:

"في الماضي، كانت الدكتاتوريات في المنطقة (أي الشرق الاوسط) تقفل الطريق أمام تطلعات شعوبها المؤيدة للفلسطينيين.غير أن تلك الدكتاتوريات أخذت تتهاوى بسقوط شاه ايران الموالي لاسرائيل في عام 1979 وقيام الجمهورية الاسلامية الديموقراطية التي لم يكن امام حكومتها من خيار متاح سوى أن تنبنى معـــــارضة شعبها لاسرائيل. والعملية ذاتها، أي تساقـــط الدكـــــتاتوريين الذين تعاملوا مع اسرائيل أو على الأقل احتــــملوها، هي الآن عملية متسارعة في جميع أرجاء المنطقة. والنتيجــة ستكون حكومات أكثرَ ديموقراطيةً وأكثرَ اسلاماً وبُعْداً عن أن تكون صديقة لاسرائيل".

5 ـ ويقول المعلقون على هذا التقرير وعلى موقف كسنجر بأن الغريب في الامر هو ان كليهما لا يبديان اي اسف على ما يسميه البعض "وفاة" اسرائيل. ويفسرون ذلك، بأن جميع الامريكيين، بما فيهم الذين يعملون في وكالات المخابرات، كانوا متأثرين بالاعلام المنحاز بقوة لاسرائيل، ولكنهم بدأوا يخرجون من عباءة ذلك الاعلام ولم يعودوا يكترثون لزوال اسرائيل، للأسباب التالية :

أ- الامريكيون الذين يهتمون بالشؤون الدولية، وكسنجر والعاملون في وكالات الاستخبارات هم كذلك، قد مَلُّوا العدوانية والتطرف الاسرائيليين.

ب- تزايد شعور الامتعاض لدى كثير من الامريكيين لسيطرة اللوبي الاسرائيلي على الحوار العام في امريكا ومعاقبته لمن يخرج عن الخط الصهيوني، مثل ما حصل مع عميدة الصحفيين الامريكيين في البيت الابيض السيدة هيلين توماس، اللبنانية الأصل وغيرها من رجال الصحافة والاعلام.

ج- لم يعد اليهود في امريكا متحدين في دعمهم لاسرائيل، ولم يعد الشباب اليهودي في امريكا يكترث بما يجري لاسرائيل.

د- وهو أقل الأسباب وضوحا، حسب أقوال المعلقين، ولكنه سبب قوي لأمثال كسنجر ووكالات الاستخبارات الامريكية، وهذا السبب هو أن المعلومات بدأت تتكشف بان اسرائيل، لا القاعدة، هي التي كانت وراء عملية تفجير برجي المركز التجاري في نيو يورك أو منفذتها المباشرة، وهذه الحقيقة بدأت تتحدث عنها وسائل الاعلام وتبناها علنا أحد المرشحين للرئاسة الامريكية هو ميرلين ميلر، ويقول معلقون أمريكيون بأن النهاية المؤكدة للعلاقات الامريكية الاسرائيلية ستأتي أذا شاعت هذه المعلومة ووصلت الى المواطن العادي الامريكي. الحقائق العلمية بدأت تنتشر وكلها تؤكد ان اصطدام طائرة ركاب ببرج كأبراج المركز التجاري لا يمكن له ان يدمره ويذيب الخرسانة المسلحة التي بني بها.

والخلاصة

1 ـ لعل هذه هي المرة الاولى التي يُعترف فيها في وثيقة رسمية، لأسباب موضوعية، بأن المصلحة القومية الامريكية تتعارض مع دعم أمريكا لاسرائيل، ولأول مرة تشترك 16 وكالة استخبارات في تقرير يتحدث عن شرق أوسط بدون اسرائيل ويتوقع أن يحدث ذلك خلال عشر سنوات، ويقترح سياسة امريكية جديدة. طبعا من السابق لأوانه الحديث عنه وكأن توصياته أصبحت سياسة رسمية للولايات المتحدة مع أنه قي رئاسته الثانية، وهذه فرصة نادرة أتاح له فيها التقرير فرصة انقاذ امريكا من مخالب الصهيونية. سنرى.

2 ـ أننا نتردد كثيرا في قبول النتائج التي توصل اليها التقرير قيما يخص العلاقات الامريكية العربية والاسلامية وارتباط هذه العلاقات بالعلاقات الامريكية الاسرائيلية. فعلى ما يقارب سبعة عقود والعلاقات الامريكية الاسرائيلية تزداد عمقا وتتزايد معها سيطرة اسرائيل على السياسة الامريكية فيما يتعلق بالعالمين العربي والاسلامي، وتتعمق في الوقت ذاته العلاقات الاسرائيلية بالكثير من الانظمة العربية والاسلامية، بل إن طبيعة اسرائيل وأفعالها لم تقف حائلا دون تقارب متلاحق بين عدد من الانظمة العربية واسرائيل لدرجة أن وزير خارجية دولة عربية صرج أن بلاده ستطلب حماية القنبلة الذرية الاسرائيلية في مواجهة ايران. وفي هذه الفترة كذلك تعمقت العلاقات الامريكية مع دول عربية فأقامت الولايات المتحدة قواعد عسكرية في ارتضيها وتحالفت معها ضد الارهاب الاسلامي كما تراه الولايات المتحدة.ولذا قاننا نستبعد أي تغيير في المواقف الامريكية مالم يؤد الربيع العربي الى تغيير مؤثر ومتجانس إن لم يكن موحدا في موقف الانظمة العربية من اسرائيل ومن حليفتها الولايات المتحدة.

3 ـ يستطيع الربيع العربي المساهمة في اتخاذ القرار، وهذا النصر الذي حققته المقاومة الفلسطينية في غزة قادر على تسريع تحويل المسار.

4 ـ يلاحــــظ أن التقــــرير يتحدث عن العنصــــرية الصهيونية ووحشية المستوطنين ويُذكِّر باجراءات الفصل العنصري التي تتخذها اسرائيل والتي كان لها مثيلاتها في جنوبي افريقيا، وادت في النهاية الى انهيار تلقائي لنظام الابارثيد وزوال جنوبي افريقيا كدولة عنصرية. ويتوقع التقرير نفس المصير بالنسبة لاسرائيل. وهنا للعرب دور يستطيعون استرداده بعد دورهم المتهالك في الموافقة على الغاء القرار الذي اعتبر الصهيونية شكلا من اشكال العنصرية والتمييز العنصري، وبعد أن ساهموا مساهمة مخزية في دفن المحاولة الشجاعة التي قامت بها المنظمات غير الحكومية في مجلس حقوق الانسان لإعادة الامور الى وضعها السليم.

وللحديث بقية في الجزء الثاني الذي يبحث في طريق زوال اسرائيل بالشرعية الفلسطينية.

قصيدة رائعة




والله لو صحب الأنسان جبريلا   لم يسلم المرء من قال ومن قيلا
قد قيل فى الله أقوال مصنفة            تتلى اذا رتل القرآن ترتيلا
قد قيل أن له ولد وصاحبة            زورا عليه وبهتانا وتضليلا
اذا كان هذا قولهم فى الله خالقهم فكيف لو قيل فينا بعض ما قيلا


القمص المصري عزت إسحاق معوض




كان أحد الدعاة للالتزام بالنصرانية، لا يهدأ ولا يسكن عن مهمته التي يستعين بكل الوسائل من كتب وشرائط وغيرها في الدعوة إليها، وتدرج في المناصب الكنسية حتى أصبح "قُمُّصًا".. ولكن بعد أن تعمق في دراسة النصرانية بدأت مشاعر الشك تراوده في العقيدة التي يدعو إليها، في الوقت الذي كان يشعر بارتياح عند سماعه للقرآن الكريم... ومن ثَم كانت رحلة إيمانه التي يتحدث عنها قائلاً:

"نشأت في أسرة مسيحية مترابطة والتحقت بقداس الأحد وعمري أربع سنوات... وفي سن الثامنة كنت أحد شمامسة الكنيسة، وتميزت على أقراني بإلمامي بالقبطية وقدرتي على القراءة من الكتاب المقدس على النصارى.

ثم تمت إجراءات إعدادي للالتحاق بالكلية الأكليريكية لأصبح بعدها كاهنًا ثم قُمُّصًا، ولكنني عندما بلغت سن الشباب بدأت أرى ما يحدث من مهازل بين الشباب والشابات داخل الكنيسة وبعلم القساوسة، وبدأت أشعر بسخط داخلي على الكنيسة، وتلفت حولي فوجدت النساء يدخلن الكنيسة متبرجات ويجاورن الرجال، والجميع يصلي بلا طهارة، ويرددون ما يقوله القس بدون أن يفهموا شيئًا على الإطلاق، وإنما هو مجرد تعود على سماع هذا الكلام.

وعندما بدأت أقرأ أكثر في النصرانية وجدت أن ما يسمى "القداس الإلهي" الذي يتردد في الصلوات ليس به دليل من الكتاب المقدس، والخلافات كثيرة بين الطوائف المختلفة، بل وداخل كل طائفة على حدة، وذلك حول تفسير "الثالوث"... وكنت أيضًا أشعر بنفور شديد من مسألة تناول النبيذ وقطعة القربان من يد القسيس، والتي ترمز إلى دم المسيح وجسده!!".

ويستمر القمص عزت إسحاق معوض -الذي تبرأ من صفته واسمه ليتحول إلى الداعية المسلم محمد أحمد الرفاعي- يستمر في حديثه قائلاً:

"بينما كان الشك يراودني في النصرانية كان يجذبني شكل المسلمين في الصلاة والخشوع والسكينة التي تحيط بالمكان، برغم أنني كنت لا أفهم ما يرددون... وكنت عندما يُقرأ القرآن كان يلفت انتباهي لسماعه وأحس بشيء غريب داخلي، برغم أنني نشأت على كراهية المسلمين... وكنت معجبًا بصيام شهر رمضان وأجده أفضل من صيام الزيت الذي لم يرد ذكره في الكتاب المقدس، وبالفعل صمت أيامًا من شهر رمضان قبل إسلامي".

ويمضي الداعية محمد أحمد الرفاعي في كلامه مستطردًا:

"بدأت أشعر بأن النصرانية دين غير كامل ومشوه، غير أنني ظللت متأرجحًا بين النصرانية والإسلام ثلاث سنوات انقطعت خلالها عن الكنيسة تمامًا، وبدأت أقرأ كثيرًا وأقارن بين الأديان، وكانت لي حوارات مع إخوة مسلمين كان لها الدور الكبير في إحداث حركة فكرية لديَّ... وكنت أرى أن المسلم غير المتبحر في دينه يحمل من العلم والثقة بصدق دينه ما يفوق مل لدى أي نصراني، حيث إن زاد الإسلام من القرآن والسنة النبوية في متناول الجميع رجالاً ونساءً وأطفالاً، في حين أن هناك أحد الأسفار بالكتاب المقدس ممنوع أن يقرأها النصراني قبل بلوغ سن الخامسة والثلاثين، ويفضل أن يكون متزوجًا!!".

ثم يصمت محمد رفاعي برهةً ليستكمل حديثه بقوله:

"كانت نقطة التحول في حياتي في أول شهر سبتمبر عام 1988م عندما جلست إلى شيخي وأستاذي "رفاعي سرور" لأول مرة وناقشني وحاورني لأكثر من ساعة، وطلبت منه في آخر الجلسة أن يقرئني الشهادتين ويعلمني الصلاة، فطلب مني الاغتسال فاغتسلت ونطقت بالشهادتين وأشهرت إسلامي، وتسميت باسم (محمد أحمد الرفاعي) بعد أن تبرأت من اسمي القديم (عزت إسحاق معوض)، وألغيته من جميع الوثائق الرسمية. كما أزلت الصليب المرسوم على يدي بعملية جراحية.. وكان أول بلاء لي في الإسلام هو مقاطعة أهلي، ورفض أبي أن أحصل على حقوقي المادية عن نصيبي في شركة كانت بيننا، ولكنني لم أكترث، ودخلت الإسلام صفر اليدين، ولكن الله عوضني عن ذلك بأخوة الإسلام، وبعمل يدر عليَّ دخلاً طيبًا".

ويلتقط أنفاسه وهو يختتم كلامه قائلاً:

"كل ما آمله الآن ألا أكون مسلمًا إسلامًا يعود بالنفع عليَّ وحدي فقط، ولكن أن أكون نافعًا لغيري وأساهم بما لديَّ من علم بالنصرانية والإسلام في الدعوة لدين الله تعالى".

المصدر: موقع نور الحق، نقلاً عن صحيفة المسلمين.

شهادة الأديب الإنجليزي جورج برنارد شو




"كان محمد هو روح الرحمة، وقد ظل تأثيره باقيًا خالدًا على مر الزمان، لم ينسه أحد من الناس الذين عاشوا حوله، ولم ينسه الناس الذين عاشوا بعده"[1].

"قرأت حياة رسول الإسلام جيدًا مرات ومرات، فلم أجد فيها إلا الخلق كما ينبغي أن يكون، وكم ذا تمنيت أن يكون الإسلام هو سبيل العالم".

"لقد درست محمدًا باعتباره رجلاً مدهشًا، فرأيته بعيدًا عن مخاصمة المسيح، بل يجب أن يُدعى منقذ الإنسانية، وأوربا في العصر الراهن بدأت تعشق عقيدة التوحيد، وربما ذهبت إلى أبعد من ذلك فتعترف بقدرة هذه العقيدة على حل مشكلاتها، فبهذه الروح يجب أن تفهموا نبوءتي"[2].

[1] جورج برنارد شو: عظمة الإسلام، المجلد الأول.
[2] الحسيني الحسيني معدى: الرسول صلى الله عليه وسلم في عيون غربية منصفة ص70.



الخميس، 17 يناير 2013

شهادة الشاعر الفرنسي لامارتين




"من ذا الذي يجرؤ أن يقارن أيًّا من عظماء التاريخ الحديث بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في عبقريته؟ فهؤلاء المشاهير قد صنعوا الأسلحة وسَنَّوا القوانين وأقاموا الإمبراطوريات، فلم يجنوا إلا أمجادًا بالية لم تلبث أن تحطمت بين ظهرانَيِّهم.. لكنَّ هذا الرجل محمدًا (صلى الله عليه وسلم) لم يَقُدِ الجيوش، ويَسِنّ التشريعات، ويُقم الإمبراطوريات، ويحكم الشعوب، ويُرَوِّض الحكام فقط، وإنما قاد الملايين من الناس فيما كان يُعَدُّ ثلث العالم حينئذٍ. ليس هذا فقط، بل إنه قضى على الأنصاب والأزلام والأديان والأفكار والمعتقدات الباطلة.. إنه بالنظر لكل مقاييس العظمة البشرية، أودُّ أن أتساءل: هل هناك من هو أعظم من النبي محمد؟"[1].

"أعظم حدث في حياتي هو أنني درست حياة رسول الله محمد دراسة وافية، وأدركت ما فيها من عظمة وخلود".

"أيُّ رجل أدرك من العظمة الإنسانية مثلما أدرك محمد، وأي إنسان بلغ من مراتب الكمال ما بلغ، لقد هدم الرسول المعتقدات الباطلة التي تتخذ واسطة بين الخالق والمخلوق"[2].

[1] لامارتين: تاريخ الأتراك 2/276، 277.
[2] الحسيني الحسيني معدى: الرسول صلى الله عليه وسلم في عيون غربية منصفة ص68، 69.