فى خضم المصطلحات الجديدة التى
تتلى فى المجتمع المصري على مسامع المصريين بفعل الالة الاعلامية مرئية ومسموعة ومقروئة
لاسيما بعد الثورة فى ظل أدبيات الحوار الجديدة ، تلك التى لا تعرف حدودا ، وليس
لها سقف يعلوها ، إذ هى متحررة من التحرر قادمة إلينا من الغرب تحت مسميات عدة ،
ظهر مصطلح جديد يعرف ( بتجار الدين ) ، وهو حق يراد به باطل ، إذ يستخدمه طائفة قليلة من طوائف المجتمع
المصرى تسمى بالتيارات العالمانية ضد طائفة أخرى كبيرة تسمى بالإسلاميين لتثبت أن
الأخيرة تتخذ من الدين ستارا لاعمالها غير المشروعة أو على الأقل للوصول إلى
السلطة معتمدين فى ذلك على حد قول تلك التيارات العالمانية على تدين الشعب المصرى
وحبه للإسلام .
والحقيقة أن المتابع للمشهد
السياسى يجد أن هذه تهمة يستحقها التيار الإسلامى ولكن هى أيضا شرف لهم إذ أن
التيار الاسلامى هو الوحيد الذى يقوم بجميع أوجه الخير من الدعوة إلى الله – كفالة
اليتيم – مساعدة الفقراء – حل المشكلات وغير ذلك من أعمال تعد من صميم دور الدولة
ولاسيما بعد إنهيار الأزهر وتدنى مكانة العلماء ( علماء الأزهر ) فى نفوس المسلمين
.
ومن خلال البحث عن حقيقة مصطلح
( تجار الدين ) فى القران والسنة ، فنجد أن وصف العالمانيين للإسلاميين بتجار
الدين وصف جميل اذ شبه الله به عباده الصالحين ، ولما كانت التجارة بيع وشراء فلا
اروع من قصة صهيب الرومى والسنة مليئة حين ترك امواله وكل ما يملك ليهاجر مع
الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له الرسول " ربح البيع أبا يحي ...ربح البيع
أبا يحي ... "
فنزل قول الله تعالى قال {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي
نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ} (207) سورة
البقرة
اذن يتضح ان التجارة وردت فى القران والسنة واثنى الله
عليها حينما تكون لله كما فعل صهيب رضى الله عنه ، وانظر الله العذاب الاليم لمن
يشترى الدنيا ويبيع الاخرة فقال تعالى (أُولَئِكَ الَّذِينَ
اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا
مُهْتَدِينَ (16) سورة
البقرة وقال تعالى ( أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ) (86) سورة البقرة .
ومن خلال ما سبق يتضح لنا من يتاجر بالدين بحيث يشترى
الدنيا بالأخرة ، ومن يشترى الأخرة بالدنيا ، فشتان بين من يبيع الدنيا ليشترى
دينه وذلك بمحاولة إقامته وتمكينه من البرية كما اراد تعالى لدينه ، وبين من يطعن بالليل
والنهار فى الإسلام ويتهم من يريد الحق بأنهم تجار دين ، تلك إذا قسمة ضيزى.
0 التعليقات:
إرسال تعليق